بقلم الكاتب والخبير السياحي الاستاذ / أحمد الزهراني
كانت تشير الساعه الى ال 3 فجرا عندما رن الهاتف كي يوقظني وكان المتكلم الاستاذ فوزي الذي اتفقت انا واياه والاستاذ سوي قنصل المواصلات لبدء مغامره لجبل باناجاكان الشهير ذو الارتفاع الشاهق لرؤيه شروق الشمس وهي تخرج من تحت عباءه الليل ومشكله منظر بانورامي اخاذ وهي لحظه يحرص عليها السياح من جميع دول العالم لمشاهدتها عن قرب وتوثيقها بالصور ومقاطع الفيديو
للوصول الى هذا الجبل لابد من تواجد الملابس الشتويه الدافئه ويجب تغطيه جميع الجسم اليدين والقدمين والرأس لان البروده عاليه جدا انطلقنا على بركات الله في سياره جيب ذات الدفع الرباعي لقدرتها على صعود الجبل ذو الطرقات الضيقه والعلو المرتفع
يبعد هذا الجبل عن مدينه سورابايا حوالي 120كم وهي الجبل الاعلى في منطقه كالديرا اذ يبلغ ارتفاعه 7560 قدم ويمكن رؤيه بعض الجبال المحيطه من اعلى القمه ومن ضمن تلك الجبال جبل برومو الشهير وهو احد المعالم السياحيه وجبل بيتوك
كانت سيارتنا الجيب تتهادى بين هذه الطرقات في ظلام دامس وزخات من المطر تزداد بشكل تدريجي مع نقصان في درجه الحراره كلما صعدنا الى الاعلى
على مقربه من الجبل كانت هناك مجموعه من الاكشاك التي تقدم خدمات للسياح المشروبات الحاره والجمر المتقد للتدفئه وبعضهم من يؤجر ملابس شتويه واخرى واقيه ضد المطر
اشار علينا الاستاذ فوزي سوي لنترشف كوب من الشاي الحار لندفئ اجساامنا ونعيد الطاقه لها
اخترنا احد الاكشاك لتناول الشاي الحار في الداخل كلنا الثلاثه متجمعين حول الجمر المتقد
كانت درجه الحراره منخفضه جدا 5 درجه مئويه والضباب الكثيف يغطى المكان بأكمله
واصلنا المسيره سيرا على الاقدام عبر درج يوصل لقمة الجبل الذي اكتظ بالعديد من السياح من مختلف دول العالم جمعهم هذا المكان مما يخلق العديد من الصداقات بين جنسيات مختلفه الشئ الملفت في هذه التجمع وجود مرشدين سياحيين اندنوسيين يتقنون جميع اللغات بحرفنه عاليه
البرتغاليه –اليابانيه-الصينيه-الهولنديه-الروسيه ومن ضمنها العربيه
في منظر بديع تجلى عندما تعانقت جبال كالديرا مع الغيوم في تناغم عجيب ونحن في اعلى قمه جبل بانجاكان كم زادنا دهشه عندما رأينا الغيوم الكثيفه وهي اسفل منا مما يوحي بان هذه الغيوم سوف تحجب الشمس وهو بالفعل ماحصل اللحظه التاريخيه لم تات والمطر مازال قطراته تداعبنا في ظل البروده القاسيه ولكن المتعه واعجوبه الطبيعه هذه لم تثينا عن قضاء لحظات سوف تكون عالقه في الاذهان
ادينا صلاة الفجر جماعه انا وزملائي في مصلى جبل بانجاكان كان المصلى صغيرا يكفى فقط ل 5 اشخاص كانت هنالك فتحه كانت حبات المطر البارده تباغتنا
عدنا ادراجنا الى اسفل الجبل لبدء مغامره اخرى وقطعنا منطقه بيضاء لايوجد فيها أي نبات بسبب الحمم البركانيه التي قضت على الاخضر واليابس تسمى SAND SEA بحر الرمال مساحتها 10كم (جبل برومو الشهير ) وهو معلم سياحي هام يرتاده الكثير من السياح هذه البقعه من جاوه الشرقيه التي تقدر مساحتها ب800كم مربع التي سميت بكالديرا وهي كلمه اسبانيه معناها المرجل أي منطقه الغليان وهذه البقعه تشكلت بعد الانفجار البركاني وضعتها الحكومه الاندنوسيه محميه طبيعيه وهي تتكون من جبل سميرو سمي ايضا ماهاميروMahameru (“الجبل العظيم”)، وهو الاعلى حيث يميز هذا الجبل اعمدة الدخان المتصاعده الى الاعلى وينفث ابخرته كل 20 دقيقه وهو الانشط بركانيا من البقيه حيث يبلغ ارتفاعه 3676متر ولايسمح بتسلق هذا الجبل لخطورته او بأذن من حكومة جاوه الشرقيه .
جبل سميرو واعمدة الدخان:
وصلنا الى اسفل جبل برومو وكان لزاما علينا ان نصل لقمة الجبل اما ان نسير على الاقدام او نمتطى صهوة الجواد الذي يقل حجما عن الحصان العربي ثلاثتنا كل منا اختار الحصان الذي سوف يقله الى جبل برومو انطلقنا بجيادنا في في ظل بروده اقل من برودة جبل بانجاكان وزخات من المطر لم تتوقف ابت الا ان ترافقنا اينما ذهبنا وصلنا الى منتصف الجبل وبدأت المهمه الاصعب وهي السير صعودا الى قمة الجبل وعليك تجاوز 250 درجه للوصول لفوهة البركان التي قطرها 10كم وترتفع حممه البركانيه فوق الارض 133متر وقد سجلت لهذا الجبل 50 ثورة منذ عام 1804ميلادي حتى يومنا هذا وكان اخر ثوران كان في عام 6/8/2004 كانت لهذه الثورات مفعول سلبي حيث قضت على الغطاء النباتي في المنطقه
حيكت حول هذا الجبل العديد من الاساطير والخرافات ومازال شعب التنقريس سكان هذه المنطقه يتداولون تلك القصص عن غضب هذا الجبل وثورانه فما كان منهم الى ان يرضوه ويمتصو غضبه بتقديم القرابين ومن تلك القصص العجيبه حدثت في القرن الخامس عشر عندما هربت ابنة الماجابيت الاميرة انتنق Anteng وزوجها seger سيقر من المد الاسلامي الذي اجتاح مملكه جاوه واتجهو صوب جبل برومو وكونو هنالك مملكه تنقير الاسم مأخوذ من اخر ثلاث احرف من اسميهما ازدهرت مملكتهم ولم يعد الا ان يرزقا بوريث للعرش كانت تلك الفتره اذا ثار بركان برومو يقدموا احد اطفالهم قربان لاخماد البركان الثائر رزق هذا الملك بطفل تلو الاخر ذهب ضحيه التهام فوهة البركان فاعلن تمرده على هذا الجبل
الذي سرق منه اعز مايملك ومنذ ذلك الحين لايقدم له الا طعاما او زهورا لارضائه وهنالك طقوس احتفاليه تقام كل شهر في ليله 14 عندما يكتمل الهلال بدرا تبدا بتقديم القرابين ثم يليها رقصات شعب التنقريس وتستمر حتى الصباح
وصلنا الى قمة جبل برومو وشاهدنا فوهة البركان المتأججه يحاط بها مجموعه من العمال يقومون باستقبال الهبات والقرابين
هذا ما شاهدته بنفسي عندما رأيت اطباق الطعام واكاليل من الزهور الاستوائيه توضع على فوهة البركان لاخماده ولكن لم يعلموا ان الذي يحركه الله سبحانه وتعالى
قال تعالي
ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ( 105 ) فيذرها قاعا صفصفا ( 106 ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( 107 ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا (108 )
بعد هذه المغامره المتعبه نوعا ما وجدنا ضالتنا في شلال جميل كان في طريقنا اثناء عودتنا من جبل برومو شلال ماديكربورا الذي يقع في قرية سابيه في مقاطعة لومبانق وهو ليس بعيدا عن جبل برومو ويبلغ ارتفاعه 200متر ويقع في وادي عميق تغطيه الغابات الكثيفه ايضا يوجد 7 شلالات على امتداد الوادي وتوجد بجانبه بحيرة صغيره مقدسه لدى سكان القريه يقال انها بحيرة Sewana Tirta