سياحة

سحر الشتاء في النمسا يجذب المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي

السياح من دول مجلس التعاون الخليجي يسجلون أكثر من 1.3 مليون ليلة إقامة فندقية خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2023

في موسم الشتاء البارد، يدعو المكتب الوطني النمساوي السياحي المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي لتجربة واختبار أرض العجائب الشتوية الساحرة في النمسا.

فهذه الوجهة الشتوية العالمية توفر مجموعة متنوعة من التجارب، بدءاً من منحدرات التزلج ذات المنحنيات الخلابة، وصولاً إلى رحلات التنزه الممتعة على الثلج. فسواء كنتم تبحثون عن مغامرات تلهب روحكم أو الملاذات التي تعيد الهدوء والطمأنينة إلى نفوسكم، فإن النمسا لديها ما يناسب الجميع. وإلى جانب رياضات التزلج التقليدية والتزحلق على الجليد، يمكن للباحثين عن الإثارة الشروع في رحلات بعيدة عن مسارات التزلج.

شعبية متزايدة بين المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي

تنعكس جاذبية النمسا كوجهة مثالية لقضاء العطلات في الزيادة الكبيرة في عدد ليالي المبيت من قِبل المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي. ففي الفترة من يناير إلى أكتوبر 2023، استقبلت النمسا 451,600 وافد من دول مجلس التعاون الخليجي، أقاموا لـ 1,377,400 ليلة، أي بزيادة قدرها 33.01% مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2022.

ويسلّط مايكل تواشمان، مدير المكتب الوطني النمساوي السياحي في الشرق الأوسط، الضوء على هذا الاتجاه قائلاً: “إن الشعبية المتزايدة للنمسا كوجهة لقضاء العطلات بين المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي هي شهادة على التجارب المتنوعة التي نوفرها وعلى جودة السياحة لدينا. ونحن ملتزمون بمواصلة تقديم عطلات شتوية لا تُنسى وتلقى صدًى إيجابياً لدى زوّارنا”.

وجهة مثالية لكل عشاق الشتاء

تقدم النمسا تجارب شتوية مثالية بما توفره من منحدرات التزلج التي تخضع لصيانة دقيقة، البنية التحتية المتقدمة، والمصاعد الحديثة التي تشبه الأعمال الفنية، والتي تلبي كلها، احتياجات التزلج والتزلج الريفي على الثلج، كما تستقطب عشاق الرحلات الحرة.

وتكمن في خلفية هذه الأنشطة الشتوية المناظر الجبلية الخلابة في النمسا، والتي غالباً ما تقترن بالمدن القديمة التاريخية الساحرة المزينة بالأضواء الاحتفالية، حيث يقدم هذا المزيج من الطبيعة والثقافة نهجاً مدروساً للاستمتاع بالشتاء، كما يجسّد أسلوب الحياة النمساوي الذي يركز على عيش اللحظة وإنشاء روابط دائمة.

ويضيف تواشمان: “توفر المناظر الطبيعية البكر المغطاة بالثلوج في النمسا ومنتجعات جبال الألب ذات المستوى العالمي، تجارب شتوية لا مثيل لها. بدءاً من منحدرات التزلج المبهجة ورحلات المشي الهادئة لمسافات طويلة على الثلج، وحتى المأكولات الشهية في الأكواخ الجبلية وفخامة المنتجعات من الدرجة الأولى، إذ تقدم النمسا مجموعة متنوعة من خيارات الأنشطة المصممة لتلبية مجموعة واسعة من التفضيلات، مما يضمن مغامرات لا تُنسى وتجربة شخصية لكل زائر. ومن المشجع أن نرى اهتماماً متزايداً بجاذبية الشتاء الساحرة في النمسا من جانب ضيوفنا في دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يعكس الإمكانات الهائلة لبلدنا كدولة رائدة في مجال العطلات الشتوية”.

وتمثل الوجهات الشهيرة مثل ليخ زورس أم أرلبيرغ وإشغل مثالاً جيداً عن العروض الشتوية المتنوعة التي تقدمها النمسا، حيث تشتهر ليخز ورس Lech Zürs بمناظرها الطبيعية الجميلة وكرم الضيافة والسياحة المبتكرة، وهي تلبي احتياجات جميع عشاق الرياضات الشتوية. وفي جبال الألب التيرولية، تقدم إشغل Ischgl مزيجاً من المغامرة النابضة بالحياة والرفاهية المريحة، بدءاً من التزلج وحتى المشي لمسافات طويلة بالأحذية الخاصة بالثلج، إلى تجارب تناول الطعام المميزة وجلسات السبا الفاخرة.

ليخ زورس أم أرلبيرغ: أرض العجائب الشتوية الملكية

تُعتبر منطقة ليخ زورس أم أرلبيرغ، جوهرة تاج الرياضات الشتوية لأكثر من قرن من الزمان، حيث تجمع بشكل متناغم بين السحر التقليدي والفخامة الحديثة. تقع هذه الوجهة، المحبوبة من قبل الملوك الأوروبيين، في قمم سلسلة جبال أرلبيرغ، وتوفر تجربة شتوية لا مثيل لها. وفيها، يمكن للزوار اختبار متعة التزلج على الثلوج التي لم تطأها قدم، والاستمتاع بأجواء ما بعد التزلج، مما يضمن زيارة مليئة بلحظات لا تُنسى.

وفي هذا الملاذ الواقع في جبال الألب النمساوية، توفر الشاليهات الحصرية مثل  شاليه ذا بارن وسائل راحة من الدرجة الأولى وعدة مرافق للتزلج، كما يُعد هذا المجتمع الصغير والمتطور بمثابة جنة لعشاق الطهي، موفراً في الوقت نفسه تجارب طعام من الدرجة الأولى. ومن اللافت للنظر أن ليخز ورس يُطلق عليها اسم “قرية الذواقة العالمية”، حيث تضم أعلى كثافة من المطاعم الحائزة على جوائز على مستوى العالم.

من ناحية ثانية، تُعتبر ليخز ورس خياراً للمتزلجين من مختلف المستويات، وذلك بفضل تضاريسها ومنحدراتها التي تمتد من 1300 إلى 2800 متر. وتضم المنطقة 87 مصعداً للتزلج، وأكثر من 300 كيلومتر من مسارات التزلج، و200 كيلومتر من مسارات التزلج العميقة في جبال الألب، مما يجعلها جنة لعشاق التزلج والتزحلق على الجليد. هذا فضلاً عن كونها تشتهر بمستويات عالية من الثلوج من نوفمبر إلى أبريل، كما توفر أنشطة فريدة مثل التزلج بطائرات الهليكوبتر.

أما عشاق التزلج عبر الريف، فينتظرهم 27 كيلومترًاً من المسارات المُجهزة جيداً، في حين يوفر المشي بالأحذية الخاصة بالثلج، وسيلة هادئة لاستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها المنطقة، بينما تضيف جولات المزلقة الرومانسية التي تجرها الخيول سحراً خاصاً على إجازات الشتاء. وبالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن نشاط تقليدي وممتع، فإن لعبة الكرلنج تقدم تبايناً مبهجاً مع الرياضات الشتوية المليئة بالتشويق والكثير من الأدرينالين.

إشغل: قمة الترفيه الشتوي

بدوره، يشكّل منتجع إشغل، جوهرة ثانية بموقعه الخلاب في جبال الألب التيرولية، مقدماً للزوّار مزيجاً فريداً من تجارب التزلج المبهجة وجاذبية الفخامة المريحة. يُعد أحد أكبر منتجعات التزلج في النمسا، ويشتهر بموسم التزلج الطويل الذي يمتد من نوفمبر إلى شهر مايو، ويقدم مزيجاً من منحدرات التزلج الممتعة والخدمات الرفيعة، كما يتميز بمنحدرات ثلجية نقية تناسب المتزلجين مهما كان مستواهم، من بينها منحدرات تمتد عبر الحدود مع سامنون، في سويسرا.

يشتهر المنتجع أيضاً بأماكن الإقامة الرفيعة المستوى وتجارب الطعام الراقية، بالإضافة إلى العديد من المطاعم الحاصلة على جوائز. كما توفر هذه الوجهة مجموعة متنوعة من الأنشطة الشتوية مثل المشي لمسافات طويلة في فصل الشتاء والتزحلق على الجليد وركوب الدراجات، مما يسمح للزوار بالانغماس في المناظر الطبيعية المذهلة لجبال الألب.

أما الجانب الثقافي لهذا الملاذ، فيمكن اختباره بشكل أفضل من خلال سلسلة حفلات “توب أوف ذا ماونتين Top of the Mountain” التي تُقام على خلفية جبال الألب الخلابة، احتفالاً بافتتاح الموسم واختتامه، والتي عادةً ما تضم نجوماً عالميين مثل مغنية الراب الألمانية نينا تشوبا الحائزة على عدة جوائز، وأيقونة موسيقى الروك أند رول الشعبية، النجم أندرياس غاباليير.

ومع حلول الليل، تنبض الحياة الاجتماعية بالحيوية بعد التزلج في إشغل، مما أكسبه لقب “إيبيزا جبال الألب”. تدبّ الطاقة في المكان، حيث يتميز بأكواخ ريفية وبارات صاخبة وحانات مفعمة بالحيوية وصالات ديسكو يتردد صداها مع الموسيقى الحية، وتوفر نواديه، جواً استثنائياً تتنافس فيه الحياة الاجتماعية مع الشغف برياضات التزلج المختلفة، ليصبح شعار المنتجع “استرخِ إذا استطعت” تجسيداً واقعياً لجوهره المفعم بالحيوية.

كيفية الوصول إلى هذه الجنات الشتوية في النمسا

يُعد الوصول إلى هذه الملاذات الشتوية أمراً ميسّراً مع تنظيم رحلات جوية مباشرةً إلى النمسا من مدن مجلس التعاون الخليجي الكبرى، تليها رحلات قصيرة، تنقل المسافرين إلى قلب هذه المناظر الطبيعية الشتوية الساحرة.

بالنسبة إلى ليخ زورس، فإن أقرب المطارات هي انسبروك، ألتنرهاين و فريدريشسهافن. ومع ذلك، فإن مطار زيورخ الدولي الأكبر، والذي يقع على بعد أقل من 200 كم، يُعتبر خياراً مناسباً مع أوقات نقل تقل عن 2.5 ساعة براً أو 3-4 ساعات بالقطار إلى لانغن آم أرلبيرغ، أقرب محطة سكة حديد. تبلغ المسافات إلى هذه المطارات حوالي 100 كم إلى ألتنرهاين، و120 كم إلى إنسبروك، و130 كم إلى فريدريشسهافن، و200 كم إلى زيورخ.

من ناحية أخرى، تتمتع إشغل باتصال جيد بمطارات إنسبروك وزيورخ وميونيخ. ويمكن للمسافرين أن يتوقعوا أوقات سفر تبلغ حوالي ساعة و15 دقيقة من إنسبروك، وساعتين و35 دقيقة من زيورخ، و3 ساعات من ميونيخ براً. أما الطريق البديل فهو ركوب القطار إلى لانديك ومن ثم مواصلة الرحلة بالحافلة أو التاكسي إلى إشغل.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

شارك من خلال :

en_USEnglish