هنالك من يسميها بلاد العرقيات والثقافات واللغات المتعددة وهنالك من يراها جنة الطبيعة الخضراء ورمال الشواطئ الناعمة ، وهنالك من يراها جزر الأساطير والحكايات المثيرة ، وهنالك من يراها المثال الأكبر لكل المتناقضات بجمعها ما بين الماضي والحاضر ، وهنالك من يراها الوجهه الأفضل للسياحة بسبب الترحاب والود الذي يشتهر به الشعب الإندونيسي مع كل الضيوف لأكبر بلد اسلامي .
ومن خلال زيارتي الجميلة الى هذه البلاد الرائعة فأنا لا أملك إلا التأكيد على كل ما سبق ، بل وأن أزيد بأنها بلاد الدراجات النارية ، وسنعود معكم لهذه النقطة لاحقا .
رحلتنا الجميلة الى بلاد 17 ألف جزيرة كانت بدعوة من هيئة تنشيط السياحة الإندونيسية ، وكانت مع مجموعة من ممثلي مكاتب وكالات السياحة والسفر من جدة والرياض وتركيا ، وكنت أنا الإعلامي الوحيد بينهم ،
في الأسفل واحده من الصور التي تظهر مجموعتنا مع العلم بوجود الكثير منها لدينا حيث كان الحرص على التقاطها في جميع محطات رحلتنا الرائعة .
بالنسبة لي ولبعض المجموعة ، كانت بداية الرحلة من جدة ومباشرة الى مدينة جاكرتا ، كانت رحلة طويلة تقارب 10 ساعات ولكن الراحة والخدمات التي وجدناها من طاقم الخطوط الإندونيسية ( جارودا ) خفف من عناء الرحلة ، كما ان الطائرة كانت حديثة جدا ومساحة المقاعد أكبر من مثيلاتها في بعض خطوط الطيران الاخرى .
مرت 10 ساعات ما بين نوم وقراءة وحديث مشترك وثلاث وجبات غذائية ، ثم بدأنا نرى معالم أكبر أرخبيل جزر في العالم ، 17 ألف جزيرة بعضها لا يوجد له أسماء حتى الآن وكثير منها غير آهلة بالسكان .
محطتنا كانت جاكرتا في جزيرة جاوا والتي تعتبر من أكبر الجزر في إندونيسيا مع جزر سومطرا وسولاويسي وبالي ومالوكو وكلمنتان .
وأخيرا هبطنا في مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا ، افتتح المطار عام 1985 وتعود تسمية المطار الى أول رئيس للبلاد أحمد سوكارنو والى نائبه محمد هاتا .
كان منسوبي هيئة تنشيط السياحة الإندونيسية في انتظارنا وتم تسهيل اجراءات الدخول والحصول على الأمتعة .
وصلنا الى فندقنا الفخم فندق رافلز جاكرتا ، واحد من أفضل فنادق المدينة ولعل هذا ما ساعد في أن يتم اختياره من قبل الملك سلمان بن عبد العزيز ليكون مقرا لإقامته أثناء زيارته الى إندونيسيا .
ولمتابعة تقريرنا الكامل عن فندق رافلز جاكرتا يمكنكم زيارة الرابط التالي
محطة جاكرتا كانت قصيرة جدا ، في صباح اليوم التالي تناولنا الإفطار في الفندق ومن ثم غادرنا الى أحد الأسواق التجارية الكبيرة في المدينة Grand Indonesia ومنها الى المطار للذهاب الى مدينة سورابايا .
لا أقول انني سافرت الى بلاد كثيرة ولكنني لا أظن أنه يوجد مدينة أو بلاد يوجد بها عدد دراجات نارية كما يوجد في جاكرتا وإندونيسيا .
من تشاهدهم في الصورة لا يستعدون لبدء سباق دراجات نارية ، انه مشهد يومي في العاصمة ، ستجد الجميع يقودون الدراجات النارية ، الذكور والإناث ، الشباب وكبار العمر ، بل انك قد تجد عائلة مكونة من زوجين وطفلين على دراجة واحدة ، ولكن الجميل أن الجميع يلتزم بارتداء السترات والخوذات المخصصة أثناء القيادة .
اينما ذهبت في جاكرتا فد تشاهد هذا المنظر والعدد الكبير من الدراجات النارية ، ولكن السؤال الهام هو ماذا سيكون الحال لو لم يوجد دراجات نارية والبديل كان السيارات ، جاكرتا أساسا هي واحدة من أكثر المدن ازدحاما في العالم ويجب أن تتحلى بالصبر أثناء التنقل فيها .
وصلنا الى المطار الداخلي ويبدوا ان قاعاته حديثة البناء مقارنة بالمطار الدولي ، وكانت الاجراءات ميسرة وركبنا طائرتنا الى مدينة سورابايا .
وفي المطار قابلنا هذا الرجل الشاب ، اسمه فيرناندي ، وهو يحب ان نناديه ناندي فقط ، هو واحد من منسوبي هيئة السياحة الإندونيسية والمشرف العام على رحلتنا ، ورافقنا منذ هذه اللحظة الى آخر يوم في رحلتنا .
ناندي كان لنا نعم الرفيق والصديق في الرحلة بما يحمل من ابتسامة وحسن تعامل وصبر كبير للتعامل مع عدة أذواق ورغبات .
وصلنا الى مطار سورابايا وكان في استقبالنا الورود مع مجموعة من هيئة تنشيط السياحة في نفس المدينة ، وانتقلنا مباشرة الى الفندق لتناول طعام العشاء ثم الخلود الى النوم .
مدينة سورابايا هي عاصمة إقليم جاوا الشرقية في إندونيسيا، وتعد ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد العاصمة جاكرتا.
ويزيد عدد سكانها عن 2,7 مليون نسمة، و تقع على الساحل الشمالي لجزيرة جاوا وتعد مركز صناعي و ميناء بحري .
ليلتين في سورابايا قضيناها في فندق نوفوتيل سورابايا ، الفندق من فئة 4 نجوم ، الغرفة قد تكون صغيرة نسبيا ولكنها مرتبة وجميلة وتفي بالغرض .
ولعل أهم ما ميز غرفتي هو وجودها في الدور الأرضي حيث يوجد شرفة أرضية ومنها مباشرة يمكنني الذهاب الى المسبح والحديقة الجميلة التي يمكن لكم تناول الإفطار فيها أمام المسبح .
يومنا التالي كان مخصصا للعمل فقط ، في الصباح قضينا عدة ساعات في زيارة أحد المعارض الرئيسية للسياحة في إندونيسيا ( ماجاباهت ) Majapahit Travel Fair ويقام كل عام في سورابايا ، فترة الصباح كان مخصصة فقط للقاء المتخصصين من شركات السياحة والسفر والفنادق في إندونيسيا والبلاد المجاورة .
أما في المساء فقمنا بزيارة قاعات المعرض المخصصة لجميع الزوار والعائلات ، وكان في استقبالنا العديد من فرق الرقص الشعبي ، كما وجد بعض الأشخاص بملابس تمثل بعض الشخصيات الأسطورية والشعبية في المنطقة .
ومن هناك مباشرة انتقلنا الى قاعة الاحتفالات المخصصة لحفل الإطلاق والتدشين للمعرض وذلك بحضور عدد غفير من المشاركين في المعرض ومنسوبي هيئة السياحة الإندونيسية وعلى رأسهم وزير السياحة .
في اليوم التالي رحلتنا كانت الى أحد الفنادق المميزة في المدينة وهو فندق ماجاباهت Majapahit ، الفندق قد يعتبر الأقدم في المدينة ، تم إنشاءه في عام 1910 وتم تجديده عدة مرات .
الحدائق تملأ أرجاء الفندق وقد لا تكون هذه ميزه كبيرة في إندونيسيا وذلك لوجود الحدائق في أغلب الفنادق الفاخرة والمتوسطة .
مما يميز الفندق هو طريقة البناء الفخمة وإطلالة الغرف والديكورات الفاخرة والقديمة التي تزين جميع جوانب الفندق والتي قد تجد بعضها على حالها منذ أكثر من 70 عاما .
جميع المفروشات فاخرة وتأخذ الطراز القديم وهذه الغرفة نموذج لباقي الغرف وهي ذات تصنيف عادي .
بصراحة ننصح بتجربة البقاء في هذا الفندق لمن يحب أن يتنفس روح التاريخ .
وفي المساء توجهنا للمطار للذهاب الى جزيرة لومبوك ، جزيرة لومبوك الساحرة في اندونيسيا هي احدي اجمل واشهر جزر اندونيسيا وعاصمتها تسمي ماتارام , اغلب سكان جزيرة لومبوك من المسلمين ويتميزون بالطيبة وحسن التعامل مع السياح .
كان في انتظارنا منسوبي الفندق وعشاء فاخر على أضواء الشموع مع هذه الفرقة الشعبية والتي قدمت لنا بعض الرقصات والأغاني المحلية أثناء تناول عشاءنا .
من حسن حظي حصلت على غرفة جميلة وواسعة في الدور الأرضي وبها مسبح صغير خاص .
الفندق يتكون من عدة مباني متقاربة وأغلبها من دورين فقط ، ومن أعلى المبنى الرئيسي حيث يوجد المطعم المخصص لتناول الإفطار أترككم مع هذا المنظر الرائع
تمتعنا بالإفطار مع المنظر الجميل ، ولكن لم يسعفني الوقت للتمتع بمياه المسبح الخاص بغرفتي ، حيث غادرنا لومبوك متجهين لزيارة جزر جيلي المجاورة ، وفي الطريق مررنا بهذا المنظر الرائع ، انه شاطئ سينغيتي في لومبوك ، شاطئ جميل جدا ونظيف جدا وهو أهم شاطئ في الجزيرة .
ركبنا القارب وتوجهنا الى جزر جيلي ، وهي 3 جزر من أحد أفضل الوجهات السياحية في إندونيسيا خاصة لمحبي الشواطئ والراحة والبعد عن ضجيج المدن الكبيرة ووسائل النقل المعتادة ، في جزر جيلي يمكنكم التنقل فقط باستخدام عربة يجرها حصان أو بالدراجة الهوائية .
ولمزيد من المعلومات عن هذه الجزر الجميلة يمكنكم متابعة تقريرنا الشامل على الرابط :
بعد نهاية رحلتنا الى جزر جيلي والمبيت في أكبرها توجهنا صباح اليوم التالي الى الوجهة العالمية الاولى في إندونيسيا ، وهي جزيرة بالي ، الرحلة تستغرق حوالى ساعتين باستخدام هذا القارب السريع وهو أكبر مما يبدوا في الصورة ويتسع لما يقارب 50 شخص بدون الطاقم وبدون حساب من يرغبون بالبقاء على سطح القارب للتمتع بالشمس وهواء البحر .
قضينا وقتنا ما بين الحديث فيما بيننا والتمتع برؤية رذاذ المياه المتناثرة خلف القارب بسبب سرعته ، وفي طريقنا قابلنا العديد من القوارب التي تجوب المنطقة بالتنقل ما بين الجزر بل أن بعضها يعتبر من السفن الكبيرة والتي كما تم إخبارنا تنقل السياح من استراليا الى بالي مباشرة .
كما هو معتاد في هذه الرحلة الجميلة وعند كل وصول الى مدينة جديدة نجد الورود في استقبالنا مع بعض منسوبي هيئة السياحة الإندونيسية في هذه المدينة .
منطقة نوسا دوا تتميز بوجود أكثر الفنادق الفاخرة في الجزيرة مع ملاعب الجولف والكثير من النشاطات والألعاب المائية .
مساحات خضراء على الجانبين من البوابة الخارجية للفندق حتى الوصول الى هذه النافورة الجميلة والكبيرة عند بوابة الاستقبال في الفندق .
وهذا هو الاستقبال الرئيسي ، دقائق قليلة وتمت اجراءات الدخول الى هذا الفندق الجميل .
وهذه الغرفة الأنيقة كانت من نصيبي ، تتعدد تصنيفات الغرف في الفندق وفيها ما يناسب جميع المتطلبات سواء للأفراد أو العائلات .
أيضا كانت الغرفة في الدور الأرضي ولها إطلالة جميلة على هذه الحديقة الساحرة .
الفندق يوجد به نادي رياضي لياقي متكامل في وسط الحدائق الخضراء لتمارس رياضتك وتريح عينيك برؤية الزهور والأشجار ، كما يوجد لديهم نادي صحي مميز للتدليك وعلاجات البشرة .
المسبح كبير جدا وعلى طبقتين تقريبا ، كما يوجد جزء خاص بالأطفال .
وبصفة عامة الفندق جميل جدا وهادئ مع تعامل راقي من قبل جميع الموظفين ، لعل عيبه الوحيد هو بعده نسبيا عن مركز الحياة الليلية في بالي .
بعد ثلاث ساعات من الراحة توجهنا في المساء الى أحد أفخم فنادق الجزيرة ، ومرة اخرى تم اختياره من الملك سلمان بن عبدالعزيز مقرا لإقامته أثناء زيارة جزيرة بالي ، انه فندق سانت ريجيس بالي وهذا منظر يأخذكم من ردهة الفندق الرئيسية الى ساحات الفندق الخضراء وبداية الطريق الى غرف وأجنحة الفندق .
فعليا لا يوجد غرف بمعني غرف ، بل جميعها أجنحة صغيرة ومتوسطة وكبيرة وجميعها فاخرة وأكثرها يوجد به مسبح خاص ، قمنا بالتجول بين أرجاء الفندق واطلعنا على مجموعة من الأجنحة المتنوعة وهذا أحدها .
مع بداية الغروب بدأ عرض جميل من الرقصات الشعبية مع بعض الشعلات المضيئة .
بعد العرض الراقص ذهبنا لتناول طعام العشاء بين الأشجار وكان في مكان مخصص لنا يستخدم عادة لمن يرغب من النزلاء للاحتفال بمناسبة خاصة ، طريقة تقديم الطعام كانت مميزة واحتوت على بعض المأكولات الفاخرة على الطريقة الإندونيسية .
وهنا أطباق الحلويات ويتوسطها عصير جوز الهند المثلج مع قطع صغيرة من الفاكهة الطازجة .
تميز يومنا التالي بزيارة رائعة الى مدينة اوبود UBUD والتوقف في أحد حقول الأرز في المدينة وكانت زيارة رائعة ومثيرة
يمكنكم الاطلاع على تفاصيل زيارتنا الى اوبود بمتابعة هذا الرابط
ثم توجهنا الى أحد أشهر وأفضل المطاعم في اوبود وهو مطعم Bebek Tepi Sawah المطعم يقدم العديد من الوجبات
ولكنة يتميز بطبق البط المقلي صغير الحجم والذي يبدوا أنه يتم تربيته في مزارعهم الخاصة .
ثم ذهبنا للتسوق في أحد الأسواق الشعبية ، وبعدها توجهنا الى عشاء رائع على شاطئ البحر ، يوجد هنا العديد من المطاعم والتي في غالبيتها تقدم جميع المأكولات البحرية الطازجة ، كل مطعم لديه مجموعة من المقاعد أمام مطعمه على الرمال الناعمة .
في اليوم التالي كان يومنا الأخير في بالي وفي إندونيسيا ، وصلنا الى مطار بالي ومنه غادرنا الى العاصمة جاكرتا .
وفي نهاية رحلتنا لا يسعنا الى تقديم خالص الشكر لجميع منسوبي هيئة السياحة الإندونيسية وذلك بداية من دبي حيث تلقينا الدعوة ومرورا بكل منسوبي الهيئة في إندونيسيا وصولا الى كل دليل سياحي رافقنا في أي من رحلاتنا المتعددة ، كما نتمنى من الله ان لا تكون هذه رحلة وحيدة الى هذا البلد الرائع والمتنوع والذي يحتوي العديد والعديد من الوجهات السياحية لا يمكن تغطيتها بزيار واحدة .
وأخيرا نتركم مع لحظات إقلاعنا من مطار جاكرتا في طريق العودة الى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية .
