سياحة

قطاع السفر والضيافة ومفهوم الشمولية

المتحدث: د. يلينا جانجوسيفيتش، أستاذ مشارك بجامعة هيريوت وات دبي

يعد قطاع السياحة والضيافة قطاعًا دائم التطور ويحتل مكانة حاسمة في الاقتصادات العالمية وأظهر نموًا كبيرًا في عام 2022، بقيمة تبلغ 4,409,780.0 مليون دولار أمريكي. من المتوقع أن يواصل هذا القطاع توسعه القوي، ليصل إلى 7,997,647.2 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2028، مدفوعًا بعوامل مثل ارتفاع عدد سكان العالم، وزيادة الدخل المتاح، والتفضيل المتزايد لأنشطة السفر والترفيه، مما يؤكد دوره المحوري في تعزيز المرونة الاقتصادية وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية مستدامة. ومن المتوقع أن يساهم قطاع السفر والسياحة في دولة الإمارات العربية المتحدة بحوالي 62.8 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة بحلول عام 2028، مع تحول المنطقة إلى مركز سياحي رائد. ومن الجدير بالذكر أن قطاع السياحة والضيافة في دولة الإمارات العربية المتحدة برز كمحرك حاسم للتوظيف، ومن المتوقع أن يوفر ما يقرب من 400 ألف وظيفة بحلول عام 2028، مما يسلط الضوء على أهميته في تعزيز النمو الاقتصادي وإشراك القوى العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومع تطور القطاع، يجب على الشركات أن تتماشى مع الاتجاهات التي تعزز التوسع والابتكار. ومع ذلك، هناك مجال بالغ الأهمية يتطلب الاهتمام وهو المساواة بين الجنسين. تواجه النساء في صناعة السياحة عقبات في التقدم الوظيفي والتفاوت في الأجور، حيث أبلغت منظمة السياحة العالمية عن وجود فجوات كبيرة في الرواتب بين الجنسين لأدوار متطابقة. وتؤدي هذه الفجوة في الأجور إلى اختلال التوازن الاقتصادي وتعيق نمو القطاع من خلال الحد من مساهمات المرأة.

ومع تطور القطاع، يجب على الشركات أن تتماشى مع الاتجاهات التي تستغل فرص التوسع والابتكار. ومع ذلك، هناك مجال بالغ الأهمية يتطلب الاهتمام وهو المساواة بين الجنسين. تواجه النساء في قطاع السياحة عقبات في التقدم الوظيفي والتفاوت في الأجور. تشير منظمة السياحة العالمية إلى وجود فجوات كبيرة في الرواتب بين الجنسين لأدوار متطابقة. ولا تؤدي هذه الفجوة الهائلة في الأجور إلى استمرار الاختلالات الاقتصادية فحسب، بل إنها تعيق أيضا التقدم الشامل للقطاع من خلال تقييد المساهمات القيمة للنساء الماهرات والموهوبات. وتمتد الآثار المترتبة على هذا التفاوت إلى ما هو أبعد من العواقب المالية الفردية؛ وهي تمتد إلى مجالات اجتماعية وصناعية أوسع. ويؤثر عدم المساواة الاقتصادية، الذي تتفاقم بسبب الفجوة في الأجور، على الفوارق بين الجنسين ويعزز الحواجز النظامية أمام النساء اللاتي يسعين إلى الحصول على فرص متساوية في مكان العمل. وهذا لا يضر بالرفاهية المالية للنساء فحسب، بل يحد أيضًا من تنوع المهارات والمواهب التي يمكن أن تعزز الابتكار والنمو في القطاع. إن معالجة وتصحيح هذه الفجوة في الأجور ليست مجرد مسألة عدالة، بل إنها خطوة حتمية نحو تعزيز مستقبل أكثر شمولاً وازدهارًا لقطاع السياحة والضيافة بأكمله. وإدراكًا للحاجة إلى التغيير، تكثف العديد من الشركات في قطاع السياحة والضيافة جهودها لبناء صناعة أكثر شمولاً من خلال مبادرات وبرامج مختلفة تهدف إلى تمكين المرأة ودعمها في حياتها المهنية. وتتمثل إحدى الخطوات الأساسية نحو إنشاء صناعة أكثر شمولاً في تطوير وتنفيذ سياسات قوية للتنوع والشمول، والقضاء على التحيز بين الجنسين في التوظيف والترقية والرواتب، وتنفيذ سياسات عمل مرنة لدعم التوازن بين العمل والحياة للمرأة. تضمن المنظمات أن النساء الموهوبات يمكن أن يزدهرن في حياتهن المهنية دون المساس بحياتهن الشخصية من خلال تلبية الاحتياجات المتنوعة. على سبيل المثال، ومع الاعتراف بالتحديات الفريدة التي تواجهها النساء في كثير من الأحيان في الموازنة بين مسؤوليات العمل والأسرة، تتبنى الشركات التقدمية سياسات عمل مرنة. ويشمل ذلك خيارات العمل عن بعد، وساعات العمل المرنة، والمبادرات المناسبة للعائلة.

ومن المبادرات الجديرة بالذكر شراكة فندق كونراد أبوظبي أبراج الاتحاد مع Evolvin’ Women، في مشروع يهدف إلى تمكين النساء من البلدان النامية من خلال تنمية المهارات في قطاع الضيافة. ويمثل هذا التعاون خطوة ملموسة نحو دمج المساواة بين الجنسين في نسيج الصناعة، مما يعكس التزامًا أوسع بالتنمية المستدامة من خلال رعاية قوة عاملة متنوعة وماهرة. علاوة على ذلك، فإن إنجاز مجموعة الإمارات في تعزيز القوى العاملة المتنوعة، حيث تشكل النساء 41 في المائة من موظفيها، يجسد قدرة الصناعة على أن تكون بمثابة نموذج للمساواة بين الجنسين والشمولية. ولا يؤدي هذا التنوع إلى إثراء ثقافة الشركة فحسب، بل يعزز أيضًا قدرة المؤسسة على الابتكار والقدرة على التكيف، وهما عنصران أساسيان للنمو المستدام.

يعتمد تسهيل التطوير المهني للمرأة داخل القطاع على برامج التوجيه والرعاية القوية. يمكن للشركات تقديم مبادرات إرشادية رسمية، حيث يقدم القادة المتمرسون التوجيه والدعم، ويساعدون الموظفات في التعامل مع تعقيدات هذا القطاع. يمكن لبرامج الرعاية تحديد النساء ذوات الإمكانات العالية، والدعوة إلى تقدمهن والنظر في الأدوار القيادية. تلعب المؤسسات التعليمية أيضًا دورًا رئيسيًا في هذا النموذج، مع التركيز على أهمية التدريب المخصص وتنمية المهارات للنساء في مجال السياحة والضيافة. تركز ورش العمل والندوات والدورات عبر الإنترنت على المهارات القيادية والمعرفة الخاصة بالصناعة. ومن خلال تزويد النساء بهذه الأدوات الأساسية، تعمل الشركات على تمكينهن من التفوق والمساهمة بشكل كبير في النمو التنظيمي. علاوة على ذلك، فإن تطوير مجموعة من القيادات النسائية يتطلب برامج مخصصة لتنمية المهارات القيادية. تركز مبادرات الشركات على تحديد ورعاية القدرات القيادية للمرأة، وتقديم التدريب التنفيذي، والتعرف على القيادات العليا، وفرص التواصل. تزود هذه البرامج النساء بالمهارات والعلاقات الحيوية للأدوار القيادية، مما يساهم في إحداث تحول طويل المدى في الصناعة.

إن الجهود المتضافرة لبناء صناعة سياحة وضيافة أكثر شمولاً واستدامة هي شهادة على الالتزام العالمي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ومع اكتساب هذه المبادرات زخمًا، فإنها لا تعد فقط بتعزيز مكان عمل أكثر إنصافًا ولكن أيضًا لتعزيز مساهمة القطاع في الأجندة العالمية للتنمية المستدامة. ومن خلال هذه التدابير الاستباقية، تستعد الصناعة لتسخير مواهب وإمكانيات المرأة بشكل كامل، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر حيوية وشمولية واستدامة.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مشاركة المقال على:

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on linkedin
LinkedIn

مواضيع ذات صلة:

مقالات
syyaha admin

الاحتفاء بالثقافة السعودية: قطاع الضيافة والتواصل الثقافي

بقلم: بانوس لوباسيس، المدير الإداري لسوق تركيا، الشرق الأوسط وإفريقيا، لدى مجموعة فنادق ومنتجعات ويندام ونحن نستذكر الاحتفالات الأخيرة باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، فإننا

اقرأ المزيد »
مقالات
syyaha admin

استكشاف مفهوم المحلية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي: طريقٌ إلى السياحة المستدامة

بقلم دانيال تايلور، المدير التنفيذي لشركة لاندور اند فيتش تشتهر دول مجلس التعاون الخليجي بموارد الطاقة الهائلة وأنماط الحياة المريحة في عام 2022، حيث مر أكثر

اقرأ المزيد »
مقالات
syyaha admin

الدكتورة زبيدة حمادنة: سلطنة عمان لديها تاريخ ثقافي طويل وهي صاحبة أول دار للأوبرا في الخليج

من مطار الملك خالد الدولي في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، انطلقت نحو مسقط على الخطوط الجوية العمانية، حيث عاصمة سلطنة عمان، ذلك البلد الجميل،

اقرأ المزيد »
arArabic