سلطنة عمان تحاكي جهاتها الأربعة ( الطبيعة والثقافة والمغامرات والاستكشاف)

سلطنة عمان تحاكي جهاتها الأربعة ( الطبيعة والثقافة والمغامرات والاستكشاف) 

السياحة في عمان تختلف عن السياحة في أي دولة أخرى فهي دولة آمنة وغير مزدحمة بالسياحة وتتضمن تنوعاً كبيراً في الطبيعة ناهيك عن واقع أنها غنية بالحضارة والتاريخ ، تمتلك السلطنة سياحة مزدهرة وحضارة وتاريخ غني تتمتع بالعديد من المقومات التي تجعل منها واحدة من أهم الوجهات  السياحية المميزة حول العالم، بدعوة من وزارة التراث والسياحة العمانية زارت مجلة لطيفة السلطنة  للوقوف علي إنجازاتها الثقافية والسياحية والاقتصادية والاجتماعية لقد حققت السلطنة قفزات نوعية غير مسبوقة في مختلف المجالات، الأمر الذي أسهم في بناء نهضة حضارية شاملة في دولة عصرية تتمتع بوضع سياسي واقتصادي واجتماعي وعسكري قوي ومستقر، وتحظى بمكانة إقليمية ودولية مرموقة.

بدأت رحلتنا من حيث انطلقنا من مطار جدة علي متن الخطوط العمانيه الناقل الرسمي لسلطنة عمان –  لمطار مسقط الدولي المطار والذي يعد احد منجزات النهضة الحديثة ويشكل احد لبنات التنمية العمانية التي تتواصل منجزاتها يوما بعد يوم لتحقيق الأهداف والاستراتيجيات الوطنية لمنظومة البناء والتنمية، وحظينا خلال الرحلة بأعلى معايير الراحة والرفاهية والخدمة على متن الطائرات، إلى جانب مستوى الخدمة المتميز في المطار.

تبقى الطبيعة البكر مقصد البشر أينما حلوا، وفي سلطنة عمان مازالت بعض المناطق تحافظ على عذريتها بعيداً عن تدخل الحداثة والتطور في تغيير معالمها الأساسية، مقدمة بذلك نموذجاً حياً للجغرافيا العمانية الغنية بالتفاصيل .

اليومالأول (يومالمغامرةالمثيرة )

انطلقنا أنا و زميلي عماد عبدالمنعم في تمام الساعة الثامنة صباحا مع ليدر رحلتنا الشاب العماني غيث الهادي ذو الخبره العاليه في مجال المغامرات والاكتشافات الى ولاية صور لمشاهدة وادي طيوي الذي يمتد لمسافة 36 كم عند قرية جبلية تعرف باسم قرية ميبام، وهو واد خصب يمر بعدد من القرى الزراعية التي تشتهر بزراعة النخيل والموز، وتطل بمشاهدها  الخلابة على الجبال المحيطة حيث يمكن مشاهدة الوادي في الأسفل، كما يمكن من بعض المواقع كذلك مشاهدة الساحل .

يعد وادي طيوي من الأودية الجميلة في ولاية صور،  وعلى الرغم من الجماليات الكثيرة التي يختزنها هذا الوادي الخصيب فإن الكثيرين يجهلون أسرار جماله وربما يعود ذلك إلى وعورة الطريق التي توصلهم إلى هذا الوادي والتي تتطلب مهارات خاصة في القيادة للوصول إلى نهاية القرى القابعة على جنباته وهذا ما امتاز به فريق روف الرائع بشبابة المحترفون بالقيادة ، إلا أن المعنيين في وزارة السياحة العمانية عملوا على تمهيد الطريق أمام الزوار للاستمتاع بهذا المنظر المذهل .

وخلال جولتنا شاهدنا عدد من السواح الاوربيين والعرب يستمتعون بالمناظر  الجميلة الخلابة في جولة بسياراتهم الخاصة بالطريق الممهد امامهم حيث اكد لنا مرشدنا غيث أن أعداد السياح في تزايد مستمر الأمر الذي يؤشر إلى تعافي قطاع السياحة بعد جائحة كوفيد 19.

عند وصولنا للموقع بدء الليدر هيثم بتوجيه بعض النصائح قبل أن نتحرك واللزمنا بإرتداء خوذة الرأس وجاكيت السباحة للحماية من الاشواك والصخور والوقوع وغيرها وهذا يدل علي أهتمامهم بالزوار والمغامرين وهنا قفزنا مباشرة للمياة الباردة والرائعه دون تردد لتجديد النشاط والتخفيف من معاناة السفر عبر الطريق البري ، وبعد السباحة بين الجبال عدنا  حيث كانت تنتظرنا وجبة الغداء في ضيافة أسرة عمانية أصيلة وتناولنا السمك والأرز الإيدامات على الطريقة العمانية، حيث يزخر المطبخ العماني بالعديد من الأكلات العمانية ذات النكهات العربية الأصيلة، وتتميز الأكلات العمانية بخصوصية نكهتها القادمة من غنى المطبخ العُماني الحافل بالعديد من الأطباق الخاصة التي تميزه عن المطابخ الأخرى، والتي تكتسب شهرتها الخاصة انطلاقاً من التوابل العمانية التي تعطيها مذاقها المميز اللذيذ.

في اليوم الثاني كان ينتظرنا من فريق روف الليدر لهذا اليوم حمود للذهاب الي قرية السوجرة القابعة بين الجبال الشامخة  علي ارتفاع ١٩٠٠ متر عن سطح الارض بصلابة وشموخ، تبدو هذه البيوت القديمة في قلب الجبل الأخضر في سلطنة عُمان وكأنها لم تعرف اليأس رغم مرور الزمن. وبسواعد أهلها، نجت قرية السوجرة من مصير الهجران والنسيان، لتصبح مقصدا لإقامة السياح والزوار في تجربة فريدة من نوعها وبهدف إعادة إحياء موروث الأجداد بالقرية العماني قرر الأهالي إعادة صيانة وبناء تلك المنازل القديمة وعدم تركها مهجورةً ومنسية، وفقاً لموقع وزارة الإعلام العمانية وتستقطب المنازل القديمة  التي أصبحت بمثابة نُّزل من نوع خاص، الكثير من النزلاء وتحديدا من خارج سلطنة عُمان، نظرا لما تتمتع به من مقومات طبيعية تجذب الزوار والسياح إليها، وتتميز قرية السوجرة عن غيرها من القرى والمناطق في الجبل الأخضر بتعدد مناظرها الطبيعية الخلابة، حيث تتفرد بتنوع تضاريسها الجغرافية المختلفة، وتمتاز بجوها العليل المعتدل في فصل الصيف والبارد في فصل الشتاء وتجود أرضها بزراعة العديد من الفاكهة الموسمية كالرمان و العنب و الجوز و المشمش وهي  قرية قديمه يعود بنائها اكثر من ٤٠٠ عام تقريبا وتتضمن اكثر من ١٦ منزلا وحاليا . حيث انتقل معظم اهالي  البيوت القديمه لبيوت حديثة مقابل الجبل –و رافقنا احد ابناء القرية محمد الشريقي وحدثنا عن هذه القرية واهلها وعاداتهم وطرق نقل الامتعه للقرية من خلال الحبال والسلة.

في اليوم الثالث انطلقنا مع الراقي الاخ عبدالرحمن العبري  لولاية الحمراء لزيارة بعض القرى والبيوت القديمه بولاية الحمراء:

ولايةالحمراء ولاية عمانية إحدى ولايات محافظة الداخلية، تقع في الجانب الشمالي الغربي من الجبل الأخضر ، تحدها من جهة الشمال ولاية الرستاق ومن الجنوب ولاية بهلاء ومن الشرق ولاية نزوى ومن الغرب ولاية عبري. وتقع على ارتفاع 580م من سطح البحر، أُنشئت الحمراء في حكم اليعاربة وكان موضعها يعرف هي والقرى المحيطة به باسم كدم اتخذت هذه الولاية حصن الشريعة شعاراً لها .

 قبل وصولنا الى قرية مسفاة العبريين : وهي قرية قديمة مرتفعة بها بيوت طينية قديمة ومزارع كثيرة بالإضافة إلى الأفلاج التي تسقي المزارع  بالتنواب، ويوجد بها حالياً مجموعة من المطاعم والمقاهي التي تضيف تجربة سياحية فريدة للزائرين ونحن بالطريق شاهدنا ذلك الجبل الذي يطلق عليه جبل هملايا الجزيرة العربية بسبب ارتفاعه الذي يجذب العديد من المغامرين والمتسلقين له وهوا جبل شمس:

يقع جبل شمس في ولاية الحمراء بِمحافظة الداخليةِ، حيث يُعد أعلى قمةٍ جبليةٍ في عُمان، سُمّي جبل شمس بهذا الاسم لكونه المكان الأول الذي تشرق فيه الشمس وآخر مكان تغرب عنه. وهو أحد أعلى القمم في شبه الجزيرة العربية يصل ارتفاعه إلى 3000 متر فوق سطح البحر ويوجد به مركز تخييم وارتحال جبل شمس والعديد من القرى الصغيرة التي يسكنها سكان جبل شمس.

عند وصولنا لقرية مسفاة العبريين استقبلونا بالقهوه العمانية والعسل والبخور ، وبعد الجولة زرنا احد النزل الذي يتسابق إليه الزوار للحجز  للإقامة به وهو  نزل المسفاة للضيافة ويديره صاحبة السيد عبداللة العبري صاحب الكرم العماني والذي امتعنا بحديثه والمعلومات القيمة عن القريه واهلها وزرنا ايضا احد البيوت القديمه الذي اصبح متحفا رائع فيه العديد من التحف القديمه .

بعد ذالك اتجهنا لبيت الصفاة بالحمراء.

بيت الصفاة بالحمرا:

بيت (الصفاة) الذي يعود بناؤه للقرن الأول الهجري  يشي – من الوهلة الأولى – لدارسي الانثربولوجيا، وباحثي الأروكولوجيا، والمتخصصين في الهندسة المعمارية أنّ له وظيفة أمنيّة، وسلطة اجتماعية يتضح ذلك من (الطريق الوسطى) بين بوابتي (المغري)، و(النعب)، والواصلة بين سبلتي (السحمة)، و(الصلف).. فمن شرفات البيت في الأدوار العلوية الأربعة، والمطلة على الطريق الوسطى يسطيعُ الجالس مراقبة (الضيوف القادمين) فيخرج لاستقبالهم ويقودهم مباشرةً إلى (سبلة الصلف على مسافة تُقدّر بخمسين كيلو مترا غرب ولاية نزوى تقع ولاية الحمراء.. على سفح الجبل وقفت البيوت الطينية في هيئة حرّاس مدججين يدٌ تصافح الضيوف، وأخرى تحمل الدروع المصفحة متأهبةً للدفاع والذود عن حياض الوطن.. شاهدتُ هناك البيوت تتراص مصفوفة وفق رؤية معمارية علمية تستشرف المستقبل فقد أدرك الساكنون الأوائل أنَّ الماء المنحدر من أعالي جبال الحجر في موسم الأمطار قد ينخر أساسات القرية فيرديها على رؤوس ساكنيها فابتكروا وتوافقوا على تصميم بنيوي وعملاني، ووقائي لـ(طرقاتها) لتتخذ شكل وتعريجات الجداول النهرية المُبَطَّنة جدرانها بالصخور الصلدة والجرانيتية حتى تتمكّن من استقبال مياه الأمطار  وتصريفها بعيدا عن البيوت ومداخلها.

اليوم الأخير في جولتنا السياحية بسلطنة الخير والأمن والآمان كان لابد من تذوق متعة وعراقة الحلوى العمانية التي تمتد جذورها التاريخية لقرون، بمنتهى اللذة التي لا يمكنك تخيلها تذوقنا الحلوى العمانية السلطانية الفاخرة، طعمها سيرحل بك إلى شواطئ اللبان وإلى قلعة نخل العريقة التي تتفجر من تحتها الينابيع الساخنة إلى صلالة الخضراء إلى عمان الطيبة الطيب أهلها ، حلوى عمانية سلطانية أصيلة بعلبتها المعدنية الصفراء المميزة كناية عن الزعفران الطاغي بها، لا شيء يضاهي لذة الحلويات العمانية، تذوقنا واستمتعنا بطعمها اللذيذ وتزودنا بالهدايا للأهل والأصدقاء في جدة تحقيقا لوصيتهم قبل السفر لبلدنا الثاني سلطنة عمان.