سياحة

السياحة في مدينة تارودانت المغربية – مراكش المصغرة

تعتبر مدينة تارودانت من أقدم المدن المغربية وأكثرها عراقة ، إذ يرجع بعض المؤرخين تاريخ تأسيسها إلى حقبة تعود إلى ما بين 2300 و2400 قبل الميلاد ، ولعبت المدينة دورا أساسيا بعد الفتح الإسلامي للمغرب إبان الحكم المرابطي والموحدي ، ثم أصبحت عاصمة للدولة السعدية لمدة 22 سنة قبل انتقالها إلى مراكش .

 

وتشير بعض المصادر ومن ضمنها المرحوم المختار السوسي إلى أن تارودانت أسست على يد الرومان. لكن الثابت تاريخيا أن الاحتلال الروماني لم يتخط قط جبال الأطلس الكبير وأن وجوده بسهل سوس لم يكن عسكريا أو سياسيا منظما بقدر ما كان وجودا تجاريا محضا ، خاصة تجارة زيت الزيتون. كما أن هندسة الفن المعماري الروماني المعروفة بأشكالها الخاصة قد لا توجد إطلاقا بهده المنطقة، اشتهرت تارودانت أيضا بمناظرها الجبلية الأخاذة ومعالمها التاريخية ومنتجاتها الحرفية ، مما جعلها قبلة للسياح الذين يقصدون مجموعة من الفنادق التي عرفت بخصوصياتها وجماليتها .

 

زائر تارودانت يشعر بسحر مدينة عريقة منذ الوهلة الأولى. وهي مدينة تغنى بها شعراء وفنانو المنطقة ، وسلبت قلوب كثيرين من «أول نظرة»، كما أعجبت نجوما عالميين وشخصيات شهيرة ، وجذبت كذلك مفكرين وأدباء. وفي تارودانت تمتزج الأصالة والمعاصرة. بعض تاريخ تارودانت يشير إلى أنها كانت عاصمة إقليمية لمناطق جنوب الأطلس الكبير ، كما يقول الباحث نور الدين صادق ، واستمر الوضع كذلك حتى نهاية القرن التاسع عشر. ولعبت المدينة أدوارا اقتصادية مهمة كمحطة أساسية في طريق القوافل التجارية العابرة للصحراء من غرب أفريقيا في اتجاه أوروبا والمشرق العربي. كما كانت عاصمة لصناعة السكر ، والمزود الأساسي للقارة الأوروبية بهذه المادة ، لذلك كان يقبل عليها التجار الإنجليز والفرنسيون والهولنديون للتزود ببضائعها ويقيمون في فنادقها. واعتقد كثير من هؤلاء أنها مصدر للذهب .

 

واشتهرت تارودانت بإنتاج زيت الزيتون الذي تستعمله المعاصر التقليدية ، ويوجد بها كذلك زيت الأركان الذي لا ينمو في أي منطقة من العالم سوى في منطقة إقليم سوس ، وبسبب منافع كثيرة توجد في زيوت الزيتون والأركان ، يأتي سياح خصيصا لشراء كميات منها.

وما يجذب السياح إلى تارودانت منتجاتها التقليدية ، مثل الصناعات الجلدية ، إضافة إلى صناعة الحلي الفضية التي اشتهرت بها المدينة عبر التاريخ ، ولا يزال الصاغة يشتغلون في مناطق قديمة مثل « البورة » وهو حي خارج تارودانت . وتعتبر الخرازة التي تنتج الأحذية التقليدية كذلك من الصناعات التي تعرف رواجا كبيرا ، ولا يقتصر الأمر على السياح بل تصدر هذه المنتجات إلى خارج المغرب. لا يختلف سوق تارودانت كثيرا عن الأسواق التقليدية في المدن المغربية خاصة أسواق مراكش وفاس والرباط ، حيث تنتشر حوانيت المصنوعات اليدوية التقليدية مثل الجلباب والقفطان و« البلغة » والمصنوعات الجلدية والفخارية والحلي والمجوهرات الذهبية والفضية .

اسواق تارودانت 4

اسواق تارودانت 5

من أهم معالم المدينة سور تارودانت :

فكرة تسوير مدينة تارودانت قديمة جدا ،حيث تعود إلى عهد المرابطين ، فقد وردت في ترجمة أبي محمد صالح بن واندالوس (سيدي وسيدي) المتوفى عام 592 هجرية إشارة إلى وجود “سورة” تحيط بالمدينة يرجع أنها كانت في سياسة التطويق العسكري التي نهجها المرابطون مع قبائل الأطلس الكبير والصغير … 

سور تارودانت 2

وتخترق هذا السور خمسة أبواب هي باب المسلسلة وهو المدخل السلطاني قرب القصبة باب الزركان ، باب تارغونت (باب الغزو) باب أولاد بنونة ثم باب الخميس ، وقد أدى انعدام الحجارة بالمنطقة إلى استعمال كمية كبيرة من الجير وخلطه بالتراب المدكوك المستعمل عادة في بنايات المنطقة ، ونظرا لان محمد الشيخ لم يكن ليأمن من قبائل الأعراب المحيطة بالمحمدية/ تارودانت ، فقد استعمل كميات كبيرة من الحصى في تدعيم أساس أسوارها ، ويخبرنا التمانارتي أنه: “في سنة تسع وثلاثين وألف حاصر بغاة من العرب والبرابر مدينة تارودانت … وحضروا لها أسرابا تحت أسوارها فوجدوا قاعدة أساسه الحصى لا تنال منه الفؤوس شيئا لوثاقته فقنطوا …. 

سور تارودانت 3

وقد كان هذا السور بحق مؤسسة عسكرية تبرز الدقة والقوة في التقدير والمنطق الحربي السليم، ومنذ ذلك التاريخ يعد سور المدينة الحالي معلمة تاريخية وحضارية ، ومظهرا من مظاهر عظمة المغرب السعدي. وعبر عن ذلك أحد القواد الفرنسيين في وصفه للسور بكونه يشبه في لونه لون الأسد بعد أن وضعه في مستوى عظمته أسوار فاس ومراكش .

 

لمزيد من المعلومات والحجز في تارودانت الرجاء زيارة :

http://www.booking.com/city/ma/taroudannt.ar.html

http://goo.gl/l5jHqz

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

شارك من خلال :

en_USEnglish